معرض كانتون، المعروف رسمياً باسم معرض الصين للاستيراد والتصدير، يُعد من أضخم الأحداث التجارية على مستوى العالم وأكثرها تأثيراً في مجال التجارة الدولية. منذ انطلاقته الأولى في عام 1957 في مدينة قوانغتشو (كانتون) جنوب الصين، استمر المعرض في النمو والتطور ليصبح منصة شاملة تجمع بين الواردات والصادرات من آلاف القطاعات الصناعية المختلفة. يقام هذا المعرض نصف السنوي في دورتي الربيع والخريف من كل عام، ويجذب مئات الآلاف من الزوار والمشترين الدوليين، مما يجعله محوراً حيوياً للتبادل التجاري العالمي واختباراً حقيقياً لاتجاهات السوق الدولية. تشارك في استضافته وزارة التجارة الصينية وحكومة مقاطعة قوانغدونغ، فيما يتولى مركز التجارة الخارجية الصيني مهام التنظيم والتخطيط للحدث الضخم.

النشأة والتاريخ:

يعود تاريخ انطلاق معرض كانتون إلى عام 1957، عندما أقيمت دورته الأولى في مدينة قوانغتشو الصينية. ومنذ ذلك الحين، شهد المعرض تطوراً مطرداً ليواكب المتغيرات المتسارعة في التجارة العالمية، حيث توسعت مساحته بشكل كبير لاستيعاب الأعداد المتزايدة من العارضين والزوار. وقد تحول من مجرد معرض تجاري محلي إلى أكبر حدث تجاري في الصين وأحد أهم المحطات في التقويم التجاري العالمي.

على مر السنين، احتفظ معرض كانتون بسمعته الطيبة كجسر تجاري فعال يربط بين الشركات الصينية ونظيراتها الدولية، وساهم بشكل مباشر في تعزيز التبادل التجاري والثقافي بين الصين ودول العالم. وقد تطورت أساليب العرض وتنظيم المعرض بشكل ملحوظ، من حيث المساحة والتقنيات المستخدمة وتنوع المنتجات، ليحافظ على مكانته الرائدة في مشهد المعارض الدولية.

الأهمية التجارية والاقتصادية:

• يشارك في المعرض أكثر من 35,000 شركة عارضة من مختلف القطاعات الصناعية، ويجذب نحو ربع مليون زائر من مختلف أنحاء العالم في كل دورة، مما يخلق فرصاً غير مسبوقة للتواصل والتعارف التجاري.
• يغطي المعرض منتجات من virtually كل القطاعات الصناعية، من الإلكترونيات والآلات إلى السلع الاستهلاكية والمنسوجات، مما يجعله سوقاً شاملاً يلبي احتياجات مختلف العملاء.
• يشهد المعرض سنوياً إطلاق آلاف المنتجات والتقنيات الجديدة، مما يجعله مؤشراً مهماً لاتجاهات السوق والابتكارات التكنولوجية المستقبلية.
• يوفر المعرض بيئة مثالية لإجراء المفاوضات المباشرة وعقد الصفقات بين المصدرين والمستوردين، مع توفير البنية التحتية اللازمة لتحقيق هذه الغاية.

المراحل والمنتجات:

ينقسم معرض كانتون إلى ثلاث مراحل متخصصة، كل مرحلة مخصصة لمجموعة محددة من المنتجات، مما يسمح للزوار بتركيز زيارتهم على القطاعات التي تهمهم بشكل أكبر. وفيما يلي تفصيل لهذه المراحل:

• المرحلة الأولى 15 – 19 أكتوبر 2025: الإلكترونيات والأجهزة: الأجهزة الكهربائية المنزلية، الإلكترونيات الاستهلاكية، منتجات المعلومات، الأتمتة الصناعية والتصنيع الذكي، معدات آلات المعالجة، مركبات الطاقة الجديدة والتنقل الذكي، معدات الإضاءة، موارد الطاقة الجديدة، الأدوات.
• المرحلة الثانية 23 – 27 أكتوبر 2025: السلع الاستهلاكية والديكور: السيراميك العام وأدوات المطبخ، الأدوات المنزلية، الهدايا والديكورات المنزلية، الأعمال الفنية الزجاجية، منتجات البستنة، مواد البناء والديكور، المعدات الصحية، الأثاث.
• المرحلة الثالثة 31 أكتوبر – 4 نوفمبر 2025: المنتجات النهائية والمواد: الألعاب ومنتجات الأطفال والأمومة، الأزياء (ملابس، أحذية، حقائب)، المنسوجات المنزلية والسجاد، اللوازم المكتبية، الأدوية والمنتجات الصحية، الأجهزة الطبية، المنتجات الرياضية والسفر، مستحضرات التجميل والعناية الشخصية، أغذية الحيوانات الأليفة.

مواعيد الإقامة:

يقام معرض كانتون على دورتين رئيسيتين كل عام: دورة الربيع (عادة بين أبريل ومايو) ودورة الخريف (عادة بين أكتوبر ونوفمبر).

• دورة الربيع 2025 (المعرض رقم 137): انعقدت المرحلة الأولى من 15 إلى 19 أبريل، والمرحلة الثانية من 23 إلى 27 أبريل، والمرحلة الثالثة من 1 إلى 5 مايو.
• دورة الخريف 2025 (المعرض رقم 138): تبدأ المرحلة الأولى اليوم 15 أكتوبر وتستمر حتى 19 أكتوبر، تليها المرحلة الثانية من 23 إلى 27 أكتوبر، وتختتم الدورة بـ المرحلة الثالثة من 31 أكتوبر إلى 4 نوفمبر.
• ساعات العمل: يفتح المعرض أبوابه من الساعة 9:30 صباحاً حتى 6:00 مساءً.

حجم المعرض وعدد الزوار:

• الحجم المادي: يُقام المعرض في مجمع معرض كانتون (مركز قوانغتشو الدولي للمؤتمرات والمعارض) الذي تبلغ مساحته الإجمالية 1.5 مليون متر مربع، أي ما يعادل 218 ملعب كرة قدم، مما يجعله أحد أكبر مراكز المعارض في آسيا والعالم.
• عدد الزوار: يجذب المعرض سنوياً عشرات الآلاف من الزوار من جميع أنحاء العالم، حيث يقدر عدد زوار كل دورة بنحو ربع مليون زائر (250,000). وتشير التقارير إلى استمرار نمو أعداد الزوار، حيث سجلت بعض الشركات العارضة زيادة في أعداد زوارها بنسبة وصلت إلى 130% في الدورات الأخيرة مقارنة بالدورات السابقة.

يظل معرض كانتون، بعد أكثر من ستة عقود على انطلاقته، قوة تجارية عالمية لا يُستهان بها. إنه ليس merely مكاناً لعرض المنتجات وتبادل بطاقات العمل، بل هو ظاهرة اقتصادية وثقافية تعكس قدرة الصين على جذب العالم إلى ساحتها، وقدرة العالم على الاستفادة من الفرص التي تقدمها الصين. يجسد المعرض روح الانفتاح والتعاون التي تقود الاقتصاد العالمي، ويظل الشاهد الأبرز على حيوية السوق الصينية وجاذبيتها، ومحركاً مهماً للتجارة الدولية، مما يجعله حدثاً لا غنى عنه لأي لاعب دولي في مجال التجارة والصناعة.